سنة أولى مطاعم!

ناس كتير عندها حلم أنها تفتح مطعم أو مشروع صغير فى مجال الأغذية والمشروبات ونفسها تشوف حلمها ده بيتحقق بسرعة وبسهولة، فى مصر مجال المطاعم شاف طفرة كبيرة خلال العشر سنين اللى فاتت، فيه مطاعم كتير بتفتح كل سنة، منها اللى بينجح وكتير منها للأسف بيفشل لأسباب كتير.

المطعم ممكن يبان أنه مشروع لذيذ وخفيف وفيه تشويق بس الحقيقة هو صعب ومحتاج استعداد وقدرة مالية وتحمل مسؤولية.. زيه زى الجواز بالضبط.. وأهم سنة هى أول سنة.

الحلم الوردى:

لو بصينا على أول سنة فى عمر أى مطعم ممكن نلاقيها شبه أول سنة فى الجواز، كل واحد بيبقى له تصور معين فى الجواز، ناس شايفاه شراكة.. وناس شايفاه سنة الحياة.. وهكذا، فى المطاعم نفس الحاجة، لازم تعرف الأول إيه المطلوب من المشروع ده؟ هل هو لتحقيق حلم تملك مطعم؟ هل هو مشروع لا يتطلب خبرة أو دراسة فممكن تعمله؟ هل أنت بتحب الأكل أو الطبخ وعاوز تقدم شىء جديد فى السوق؟

اتقفل علينا باب:

نفس الحاجة بالنسبة للمطاعم.. أول سنة فى المطعم بتكون أول مرحلة على أرض الواقع، بمعنى أن كل التخطيط والاستعدادات والأحلام والتوقعات اللى عملناها فى مرحلة الإعداد بقيت حقيقة، مش مجرد كلام مكتوب على ورق.

فى الجواز مثلاً الزوجين بيتعودوا على طباع بعض فى أول سنة وبيشوفوا الوجه الحقيقى للطرف الآخر حتى لو كانوا يعرفوا بعض مدة طويلة قبل الجواز، أصحاب المطعم بيتعرفوا على عملية التشغيل بكل تفاصيلها وثغراتها ومشاكلها وبيتعلموا حاجات كتير عنها، والموظفين برضه بيتعرفوا على بعض وعلى الإدارة وعلى نوعية الزباين اللى بيستقبلوهم كل يوم.

ونفس الحاجة بالنسبة للموردين اللى بنتعامل معاهم، بنتعرف على مواعيدهم، طريقة التعامل معاهم وطرق الدفع وهكذا، وأخيرًا بنتعرف على حاجة مهمة جدًا وهى قدرتنا كمستثمرين أو أصحاب مشروع على تحمل المسؤولية الكبيرة المطلوبة لإدارة المشروع.

وزى الجواز بالضبط.. وبعد شهر العسل اللذيذ بنلاقى نفسنا دخلنا فى الجد وأن الموضوع بيتطلب مجهود وتركيز جامد، أنا دايمًا بانصح أى عميل أنه يتعامل مع أول سنة على أنها مرحلة مهمة ومحتاجة كل وقته وتركيزه هو وفريق العمل اللى معاه، لازم التواجد المستمر فى المكان وأنه يكون على علم بكل كبيرة وصغيرة بتحصل فى المطعم أو المشروع بصفة عامة، وعلشان ده يحصل يفضل يكون أحد الشركاء هو اللى بيدير المشروع ومتفرغ له، ببساطة شديدة بينطبق عليه مقولة "المال السايب "، لو الموظفين لقوا أن المكان صاحبه مش متواجد كتير مش عارف إيه اللى بيحصل لازم هيحصل كسل وتراخى من الموظفين وده أكيد هينعكس على عملية التشغيل من حيث الخدمة وجودة الأكل وأداء الموظفين ودى أسباب كافية أنها تؤدى لفشل المشروع.

"اتقلوا":

نقطة تانية مهمه جدًا فى أول سنة -زى الجواز برضه- هى الصبر والتأنى أول سنة، فيه أصحاب مطاعم بيستعجلوا النجاح والعائد المادى وبيحسوا أنه الموضوع صعب وبيفشل بسرعة، للأسف ده غلط كبير بيقع فيه ناس كتير أول سنة، مع زيادة الأسعار اللى إحنا عايشين فيها لكل عناصر المطعم من أول الاستثمار المادى وأسعار الخامات للإيجارات والمرتبات اللى زادت بشكل كبير وزيادة أسعار الكهرباء والمياه بالذات فى المنشآت التجارية، كل ده بيآخر عملية العائد المادى فى أى مشروع.

من عشر سنين مثلاً كانت المشاريع ممكن تبدأ تعمل مكاسب ولو بسيطة بعد أول ٦ شهور لسنة، لكن للأسف حاليًا الموضوع بقى أصعب، العائد المادى لأى مشروع بيحصل بعد سنة وممكن يوصل لـ ٣ سنين على حسب حجم المشروع وحجم الاستثمار، كل ما كبر المشروع كل ما اتأخر العائد المادى نسبيًا، وطبعًا ده برضه يترتب على نوع المشروع ونوعية الأكل اللى بنقدمه والمكان اللى فاتحين فيه وأسعار البيع والقوة الشرائية للزبون وأولاً وأخيرًا رزق ربنا، علشان كده لازم نصبر على أى مشروع ونعمل كل اللى نقدر عليه أننا نقوم المشروع بالطرق السليمة ونوصل لناس أكتر.

وعلشان نوصل لده لابد أننا نحط نقطة مهمة جدًا فى ذهننا وهى عدم التشتت زى ما بنقول فى الجواز بالضبط.. أننا لو سمعنا لكل واحد عنده رأى (سواء الأهل أو الأصحاب مثلاً) هنتعب، كل واحد له طريقة فى الإدارة والتعامل مع الأمور، مش بمعنى العند والتكبر ولكن بمعنى أننا نحط خطة من الأول ونمشى عليها ومافيش مانع ناخد نصيحة من أهل الخبرة زى أصحاب المشاريع التانية (الناجحة يفضل) أو الاستشاريين فى المجال (زى حالاتى كده) واللى ممكن يفيدونا فى مشروعنا، ومش عيب أبدًا أننا نغير طريقتنا فى الإدارة لو لقينا أنها محتاجة تعديل، برضه الأزواج بيغيروا من طريقتهم ومعاملتهم لبعض علشان ينجحوا الجواز وكل مرحلة لها طريقة ولها تحدياتها ومشاكلها وبرضه حلاوتها ومتعتها.

العِشرة:

ومع نهاية أول سنة غالبًا هنكون عرفنا حاجات كتير واتعلمنا يعنى إيه مسؤولية مطعم، ناس كتير ممكن تنخدع فى مجال المطاعم وتحس أنه مشروع سهل ولذيذ، لأ هو زيه زى أى مشروع محتاج وقت ومجهود كبير علشان يكمل وينجح ويعمل فلوس، وبرضه فيه متعة وأوقات حلوة كتير، زى فرحة الزبون بالأكل الحلو وبداية المكسب والشهرة والنجاح.

جاهزين لتانى سنة؟