سارة البطراوى... اسم ومجهود ثرى جدًا فى
عالم العرايس على الرغم من صغر سنها، أشطر واحدة بتعمل عرايس الماريونت الشبه أو Look Alike بإتقان أشهرها عرايس للمشاهير: الملاكم العالمى
مانى باكيو، وباسم يوسف، وهالة فاخر، والمذيع أكرم حسنى.. وغيرهم، ده غير أنها
بتعمل كمان عرايس الجوانتى والعصا والـ Muppets وبتقدم بهم عروض حكى، وبتعلم تصنيعهم كلهم من
خلال ورش تعليم بتعملها فى أماكن كتيرة فى محافظات مصر وخارج مصر كمان فى الأردن، والمغرب،
وأسبانيا، وإيطاليا، وتايلاند، وقطر وبريطانيا.
سارة فنانة شاملة (زى لهفة كده)، بفضل
الكورسات والإنترنت اتعلمت حاجات كتيرة منها: فن الماكياج المسرحى، وفن المايم (التمثيل
الصامت) وحصلت على جايزة أفضل ممثلة من مهرجان الساقية للتمثيل الصامت وأسست مع
صديقها محمد عبد الله فرقة "Mime Unit Group"، وقامت بالتمثيل فى كذا مسرحية وفيلم قصير.. وبتكتب
سكريبتات مسرح وأخذت كورسات كتير فى فن الحكى.. إلى جانب قيامها بالأداء الصوتى Voice Over، وكمان أخذت كورس إدارة أعمال فى الجامعة
الأمريكية.
سارة حصلت على بكالوريوس تربية فنية
2008، دراستها فى الكلية كانت مقتصرة على أقسام: النسيج، والطباعة، والنحت،
والتصميم، والتصوير، والخزف وبعض المواد النظرية عن تاريخ الفنون والمدراس الفنية
المتعددة، لكن من خلال الكورسات وأهمها المسرح، اتعلمت إزاى كمحركة عرايس تتحرك على
المسرح ويبقى عندها جرأة وقدرة على التجريب، واللى –فى
رأيها- بيعلم الإتقان وبيشتغل على المهارات الشخصية، عامة مافيش فى مصر كورس
تأسيسى شامل لفن العرايس، وبالتالى اتعلمت سارة من كل كورس أخذته حاجة مختلفة
استفادنت منها فى الآخر فى مجال شغلها.
سارة –أو
"باطرو" زى ما بيسميها أصحابها- عملت مسلسل على اليوتيوب اسمه
"وساويس شو" أبطالها كانوا عروستين Muppets ملاك وشيطان اسمهم كوكو وشوشو، وكمان بتعمل حكى
للأطفال من خلال العرايس مع فريقها، وآخر أعمالها مسرحية الماريونت "جمهورية الفخفخينا" ودى أول مسرحية من
إنتاجها وبتتناول قضية تقبل الآخر فى قالب تشويقى كوميدى خفيف وممتع للأطفال والكبار
و هتتعرض فى أماكن كتيرة قريبًا جدًا.
إيه الجزء اللى ما غطيتوش دراستك وحسيتى
أن الكورسات فادتك فيها؟
دراستى كانت فى التربية الفنية، وبالتالى
من المفترض بعد التخرج أننا نعلم الناس أنواع الفن المختلفة، وده ما حدش درسه لنا
فى الكلية، إحنا رحنا مدارس علشان نعلم أطفال "بالاجتهاد"، زى اللى
رموهم فى البحر وسابوهم يعوموا، لكن كورسات "الحكى" اللى أخدتها فى
الأردن وأسبانيا اتعلمت منها إزاى أقدر أعلم الفن من خلال اللعب والـ Energizers وكيفية توصيل المعلومة بطريقة مرحة وخفيفة وذكية
سواء للأطفال أو الكبار، كمان دراسة كليتى بعيدة عن الإدارة خاصة إدارة المشروعات،
علشان كده كان لازم أخذ كورس إدارة الأعمال فى الجامعة الأمريكية علشان أعرف أدير
"باطرو بابيتس".
الدراسة والواقع العملى.. لازم بيكون
بينهم اختلاف، اتعاملتى معاه إزاى؟
الفرق كان شاسع فعلاً، خاصة أن عددنا كان
كبير فى الكلية ومافيش دراسة وافية لكل قسم، كلها زى "نبذات مختصرة"،
وإحنا علينا الاجتهاد للاستزادة، الحاجة الوحيدة اللى فادتنى من الكلية فى فن
عرايس الماريونت هو بس النحت، لكن الكلية نفسها مافيهاش الفن ده ولا ميكانيزم
تحريكه ولا تكنيك صناعته وحركته، وبالتالى كان الإنترنت أكبر مُعلم بالنسبة لى جنب
ورش العمل والكورسات.
نقطة التحول بالنسبة لك فى حياتك
العملية..
لما بدأت كيانى ومشروعى الخاص
"باطرو بابيتس" فى 2011، لأن من خلاله قدرت أطبق كل حاجة اتعلمتها فى
الكورسات أو الإنترنت سواء فى التكنيك أو الخامات أو التحريك وكمان اتعلمت إزاى
أعمل عرايس تانية غير الماريونت، وكمان فرحت جدًا لما الناس شافت شغلى على صفحة
الفيسبوك بتاعة باطرو بابيتس وبدأت تطلب منى اعمل لها عرايس ودى اللحظة اللى تحولت
فيها الهواية إلى بيزنس.
"جمهورية الفخفخينا" أول
مسرحية ماريونت من إنتاجك، من تجربتك إيه النقاط المهمة اللى لازم الواحد يخلى باله
منها وهو بينتج عرض جديد؟
نبدأ بتعريف كلمة "إنتاج"،
الإنتاج مش فلوس بتتصرف وبس، لازم الواحد يخلى باله من كل تفصيلة فى العرض، أن
العناصر كلها تكون ناجحة ومتزامنة فى الوقت، وأن العائد يكون معنويًا (مش بس
ماديًا) يعنى هل العرض مؤثر وبيضيف قيمة للجمهور ولا لأ، وبيضيف لك كفنان كمان،
أما من الناحية المادية لازم تدرس كويس التسويق والسوق والجمهور المستهدف، وممكن
تستعين بقصص نجاح مشروعات سابقة علشان تستفيد منها.
فى رأيك إيه أكبر عدو للنجاح (خاصة فى
مجال الفن)؟
هما حاجتين: أولهم الإحباط.. لأنه ممكن
يهدم كل حاجة، وعدم الإيمان بأنها كلها Ups & Downs، فبعد كل إخفاق فيه نجاح، بس إحنا لازم نشتغل ونؤمن أنها مرحلة
مؤقتة وهتعدى.
وتانى حاجة هى المقارنة، أن أنا أقارن
نفسى بغيرى، لأن كل واحد له قدرته الخاصة اللى ربنا أعطاها له، ولو فضل الشخص مكرس
وقته أنه يراقب الناس التانية مش هيلاقى وقت يعمل حاجة لنفسه، فلازم الشخص يركز
على شغله علشان يطلع بأحسن شكل ويحقق النجاح.
فى رأيك هل فيه أمل أن فن العرايس يرجع
زى زمان ونشوف مسرحيات وعروض جديدة؟ وإيه اللى ممكن يدعمه غير الرعاة المؤمنين
بالفكرة؟
الحمد لله أه فيه صحوة فى مجال فن العرايس بتحصل
دلوقت وتطوير بيتم على أيد الفنانين والفرق المستقلة بمجهودات شخصية لندرة الدعم من
الحكومة أو الجهات الخاصة، وأكتر داعم لنا أكيد بيكون الجمهور اللى بيصقف فى وسط وآخر
العرض وبيدفع تذكرة وهو مؤمن أن الفن ده مهم له ولأولاده أنهم يتربوا عليه.
كلمة لقراء خد كورس..
أول ما تلاقوا إعلان عن كورس أدامكم ما
تبصوش أول حاجة على السعر، بصوا على شرح تفاصيله وشوفوا إيه المهارات اللى هتطلعوا
بها منه، لو يستحق ما تستخسرش فى نفسك، وركزوا كويس مين الشخص اللى هيديكم الكورس
واقروا الـ CV بتاعه علشان
تعرفوا مدى خبرته، لأن مش أى كورس يستاهل تضيع فيه وقتك، المعرفة أهم حاجة لك،
عمرك ما هتبطلها لحد ما تعجز وتموت.
وأخيرًا.. "دايمًا اشتغل على نفسك،
لأن ده كنزك الحقيقى".