عمر المعتز بالله.. 37 سنة.. مصدر إلهام وطاقة إيجابية لكل الشباب ولأى حد عاوز يبقى محترف فى مجاله خاصة فى مجال المسرح، مش بس شارك إقليميًا ودوليًا فى مهرجانات وورش فنية كتيرة، وفى مؤتمرات ودورات تدريبية فى مجال الفنون والثقافة لمنظمة اليونسكو، لكن كمان عرف يستغل مهاراته كويس جدًا واشتغل على نفسه علشان يقدم فن مختلف، مسرح بعيد عن المسرح التجارى اللى هدفه الربح وبس وما بيقدمش أى قيمة ولا بيرتقى بالناس، لما تيجى تتفرج عليه عينك تتبسط بأزياء مبهرة وحركة مسرح وسينوغرافيا مدروسة، عرض دسم هتخرج منه مبسوط، وده من خلال فرقته " تياترو للمسرح المصرى المستقل" اللى أسسها عام 2003.
عمر مثال حى
للشخص المحب للدراسة والمعرفة والتعلم، فهو حاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة القاهرة، قسم الجرافيك ٢٠٠٣، وماجيستير الفنون الجميلة، قسم تاريخ الفن ٢٠٠٩، وكمان حصل على دبلومة فى الإخراج السينمائى من الجامعة الأمريكية بالقاهرة ٢٠٠٥، ودبلومة فى الاقتصاد والعلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة ٢٠٠٦، ودبلومة فى إدارة الأعمال من جامعة ماسترخت لعلوم إدارة الأعمال، هولندا ٢٠٠٨.. ومازالت القائمة طويلة.
عمر أخرج 11 مسرحية، وحصل على جوايز متعددة من عام ٢٠١٣ لحد دلوقت إقليميًا ودوليًا فى مراكز أولى فى الإخراج والسينوغرافيا والتمثيل والإنتاج المسرحى، وكمان شارك فى أكتر من 20 معرض جوه مصر وخارجها فى إيطاليا والتشيك وتايوان، واشتغل برضه فى الإخراج التليفزيونى ومن أشهر الإعلانات الجامدة اللى عملها إعلان "حلويات العبد" الأخير اللى نال إعجاب الناس كلها وبقيت تغنى أغنيته "كله بقى وتفكيره.. اللى شافوه سوبر هيرو.. سعد نبيهه ده يطلع مين.. سعد نبيهه ده يطلع مين".
حاليًا عمر مؤسس ومدير أوزيريس للإنتاج الفنى والتدريب، بينظموا دورات تدريبية وورش عمل متعددة
لشباب الفنانين لرفع المستوى الفنى للمتدربين وتعزيز مواهبهم ومهاراتهم، بهدف
إنتاج أعمال فنية بجودة أعلى وعرضها على الجمهور المصرى لرفع المستوى العام للذوق
الفنى، وكمان هو مخرج مبادرة "أوبرا البلكونة" لإتاحة الفن للجمهور، وفيها بيقدم مغنيين فن الأوبرا فى بلكونات
العمارات فى علشان يتعرض لها كل اللى ماشى فى الشوارع العامة وتوصل لحد عندهم
مجانًا بدل ما يروحوا الأوبرا مخصوص ويدفعوا تذاكر.
إزاى استفادت من الكورسات فى مجال شغلك؟
العلم والثقافة مهمين لفهم الذات والآخر والمجتمع سواء كان على نطاق الأسرة أو الوطن أو العالم، فكل اللى باسعى إلى تعلمه بيكون بهدف توسيع مداركى ومعرفة أفكارى وأفكار الغير مع القدرة على نقدها، وبالطبع تنمية مهاراتى وقدراتى الفنية والتقنية الخاصة بشغلى، ودول اللى بيساعدونى على اتخاذ قراراتى وتحديد مساراتى فى الحياة عمومًا، وخلونى أعرف إلى حد ما أقدر أخاطب الجمهور فى كل البلاد اللى باعرض فيها فى العالم برغم اختلاف اللغة إلا أن الفكرة واحدة وأصيلة إنسانيًا، وتمكُنى فنيًا وتقنيًا مكنى من جذب الجمهور وإشغال فكره وبصره وخياله على حد سواء والحمد لله، وكل ما زادت معرفتى عرفت أننى لا أعرف على رأى الإمام الشافعى، وده اللى كمان بيخلينى اتقبل آراء الآخرين بصدر رحب حتى لو اختلفت معاهم.
أنت خريج فنون جميلة..
ودرست إخراج سينمائى وسياسة واقتصاد..
إمتى حسيت أن المسرح هو شغفك الأول؟
وأنا صغير كان الرسم بالنسبة لى وسيلة لتوصيل الموضوعات والشخصيات اللى فى خيالى على الورق، ولما كنت فى فنون جميلة دخلت مسرح الكلية صدفة واشتركت فيه، ولقيت فيه بوابة أكثر رحابة لإخراج الشخصيات والموضوعات اللى جوه دماغى أكتر من الألوان اللى على الورق، المسرح خلاهم عايشين وبيتنفسوا زينا.
مشروع "أوبرا البلكونة" فكرة مجنونة لاقت استحسان من الناس..
هل سببها عدم إقبال الجمهور على المسرح؟
سببها أن الناس ما بتتعرضش غير لأنماط معينة من الفنون الموجهة اللى أغلبها من وجهة نظرى هو سبب رئيسى فى تدنى السلوك والذوق العام لمجتمعنا، فكان لازم يتعرضوا لنوع تانى من الفنون هما ممنوعين عنه بسبب أنه حكر على مكان معين له رهبة كبيرة فى نفوسهم وهى دار الأوبرا، اللى أغلب أفراد مجتمعنا البسيط ما بيقدروش على ثمن تذكرته أو بيتكسفوا لأنهم ما عندهمش الملابس الملائمة لدخوله أو لأنهم مش شبه الناس اللى بتروحه، وهنا ييجى دورنا وهو إتاحة الفن للناس اللى فى الشارع، لأن الفن من حق الناس كلها، مش بس اللى يقدروا على ثمن التعرض له ورؤيته وسماعه.
فى رأيك علشان تقدم مسرح على مستوى عالمى لازم تهتم بعناصر زى الديكور والملابس والماكياج والسينوغرافيا،
ولا الفكرة/ القصة الكويسة ممكن تنجح عرض من غير توافر العوامل دى كلها؟
كل العوامل دى أساسية لتقديم أى عمل مسرحى، والمسرح وسيلة عالمية فعالة من وسائل الاتصال والتعبير الإنسانى الحُر المباشر، والعمل الفنى فى العموم بيكتسب عالميته من صدق فكرته ومدى أصالتها وعلاقتها الوثيقة بالبشر وتحدياتهم فى حياتهم المؤقتة، مع التمكن من تنفيذها بإخلاص وبوعى لعناصر الإبداع المواكبة للزمن اللى بنعيشه.
تياترو للمسرح المصرى المستقل، فرقة عمرها 14 سنة، أنت شايف إيه أقوى عامل لازم يتوفر علشان يضمن استمرارية مشروع؟
المشروع الفكرى هو أهم وأقوى عامل ورا استمرارية فرقتى لحد دلوقت، وهو فى أبسط صوره الفكرة الملحة اللى بتشغلنا وبتؤرق تفكيرنا من سنين واللى بتستفز ملكاتنا الفنية لفهمها وتحليلها وإخراجها فنيًا علشان يشاركنا فيها الجمهور، وبالمتابعة النقدية لشغلنا تم الإشارة للأفكار دى كقضايا معينة كانت ولازلت محور إنتاجنا من ٢٠١٣ لحد دلوقت وهى مشكلة الإنسان المجردة زى الموت والوجود والتحقق، وعلاقة الإنسان ونفسه والإنسان بالآخر.
كلمنا عن أوزيريس شوية..
وإيه اللى بيخليه مختلف عن أى مركز ثقافى تانى؟
أوزيريس هو اسم إله مصرى قديم، كان رمز الخير والنماء والبعث والخلود، ودى النقاط اللى من وجهة نظرى مجتمعنا محتاجها، أولاً التواصل مع جذورنا كمصريين ومعرفة أنفسنا أولاً عشان نعرف نتواصل، وده اللى هيساعدنا على فكرة البعث من جديد من خلال التدريب النظرى والعملى فى مجالات الفنون المختلفة اللى أساسها برضه التواصل بين أفراد المجتمع، ومن هنا جاءت فكرة أوزيريس بهدف دعم الإبداع الفنى فى مصر، لأنه بيعمل على المساهمة فى الحراك الثقافى وتطوير النسيج الاجتماعى فى المدينة.
ومهمة أوزيريس بناء المزيد من جسور التواصل بين شباب الفنانين واللى بيحتاجوه علشان يتطوروا وينموا فنيًا من خلال تنظيم دورات تدريبية وورش عمل متخصصة لرفع المستوى الفنى للمتدربين وتعزيز مواهبهم ومهاراتهم، وده اللى هيؤدى فى النهاية إلى إنتاج أعمال فنية بجودة عالية وعرضها على الجمهور المصرى، لرفع المستوى العام للذوق الفنى.
لو أنت واقف وسط المسرح دلوقت والإضاءة مسلطة عليك هتحب تتقمص شخصية مين؟
شخصيتى.
